Sunday, 14 February 2016


خلوة على ضي القمر 

صباحا ... وكعادة كل صباح استيقظ باكرا و ابدا فى ازاحة الغطاء بكل كسل و يزداد الامر بؤسا و انا اتذكر مقابلة هذا المدير العبوس الذى لا يبتسم ابدا .. سرعان ما يدور امامي صياحه للمتاخرين فانتفض من نومتى وكان صوت قد وقع على ظهرى مفزوعا و ابدا يومى الروتينى الممل و لكن سرعان ما ابتسم فى نفسي عندما يمر نسيم فنجان القهوة و اغمض عينى للحظات فاتذكر تلك الجميلة التى تصبرنى علي هذا الحال و اليوم بعد اليوم و صوتها الذي تنصت له الطيور و المغردين اجلالا لرقته .." صباح الخير يا فندم "
بتلك الكلمات الجميلة ينبعث الامل داخلى مرة اخري فاترك قهوتى التى لم تُشرب   كالعادة واسُرع  فى حركاتى و استقل سيارتى
و ابدا فى الانعزال التام عن الوجود حولى حتى اصل لمقر العمل . .
امنى نفسي بان اصل قبلها يوما .. لكن كالعادة يصل المدير السئيل اولا بشنبه الكث و صوته المحتشر و نظرته القاتله .. " صباح الخير يا دكتور لسه بدري والله .... اتفضل على الاستقبال فورا "
فى الحقيقة هو يتحدث وانا لا اسمع .. فقط ابتسم واذهب فى فرح شديد لانه اخبرنى انها قد حضرت بالفعل
و على الرغم اننى اكبرها سنا - مش كتير - و اعلى منهى درجات فى الوظيفة الا اننى اتلعثم عندما تقع عينى صوب عيناها .. فتبدا " صباح الخير يا فندم "... عندنا انهارده حالات..... مريـــض فى غرفه رقم 9 .
افوق عندما تنتهى من سرد تلك الجمل و المعلومات عن يومنا الذى لم يبدا بعد و حرفيا لا اعلم ماذا قالت لكننى على يقين اننى كنت فى غاية الاستمتاع وانا سارحٌ فى هذا الصوت العذب .
و لانى لا اعلم ماذا قالت آنفا اوكل اليها معظم العمل و اصبح انا مساعدها فتنقلب الآية .. هى تحب ذلك كثيرا ظننا اننى اترك لها مجالا للتدريب على المرضى واكتساب المزيد من الخبرات .. هذا ليس صحيح اننى اترك نفسي مساعدا لها لانى احب ان اكون منصاع لاوامرها كاطفل الذى ينتظر الامر من امه امام الغرباء لينفذه فورا كى يظهر مدى حبه و احترامه لأمه امام الجميع
.. تمضى الايام و يمضى الزمن و الاحوال تتغير و تتبدل من حولى و انا على طريقى ثابت .. حتى جاء اليوم الموعود
... اليوم الذى اتخذت فيه قرارا - هفاتحها انهارده فى الموضوع - ....
ذهبت ككل يوم و قابلتها و بدون ان تبدا حتى قلت لها .. دكتوره ممكن كلمه على انفراد .. اندهشت و قالت .. احنا فعلا لوحدنا
يبدوا ان التصور الزائد فى عقلى و كثرة البروفات فى المنزل قد اثرت عليّ فعلا .. قلت لا هنا مكان شغل و انا عايزك فى حاجه شخصية ممكن ؟ .. قالتلى اتفضل .. قولتهلها بصراحه انا مش قادر اتخلى عنك ليوم انا بكره الشغل جدا و بحبه جدا لانك جزء منه
رايت امامى وجه يبدو وكانه حمره ستشتعل .. تبعثرت الحروف من فمها فبدت و كانها لا تنطق العربية ... استجمعت قواها
وقالت يا دكتور مستحيل و ظل الصوت يتردد حولى مستحيل .. مستحيل .. فصرخت بصوت مرتفع كادت النافذه ان تكسر منه
فتجمع النواب عند مكتبى فورا .. سالت صديقى قالت مستحيل و بدات فى البكاء قالى مين دى .. قولت الدكتورة المساعده
تعجب الجميع ومنهم من انصرف فى دهشة و ظل صديقى حتى بقيت انا و هو و قال يا عزيزي لا يوجد احد معك فى المكتب منذ ان بدات العمل معنا هنا .. أتتذهرها حتى الآن هى ماضى ذهب  ...علاجك..تحتاج الى خلوة على ضي القمر .

1 comment:

Total Pageviews